صالح الراشد
الصدفة كان السبب وراء اكتشاف أهم ما في حياتنا من طهي الطعام الى الجاذبية الارضية والصدفة وحدها وليس خطأ الوحدات أو اتحاد كرة القدم منح حكامنا صدفة تاريخية على طبق من ذهب قد تعيد الثقة بهم واليهم أو قد تتسبب في انعدام الثقة بهم من قبل الجميع.
يوم غد الجمعة سيكون الاختبار الأهم لحكام كرة القدم في الاردن, حين سيتولى طاقم حكام اردني بادارة لقاء الكلاسيكة '81' في الدوري بين الوحدات والفيصلي, فان أجاد طاقم التحكيم في ادارة اللقاء بصورة نموذجية والتعامل مع الفريقين بذات الطريقة, وتقليص الأخطاء غير المؤثرة الى الحد الأدنى وتجنب الأخطاء المؤثرة على نتيجة اللقاء, فان حكام كرتنا سيحظون بثقة بقية أندية المحترفين وثقة جمهور الكرة بل وثقة الاتحاد الاسيوي, الذي يعتبر ادارة الحكام للقاءات في بلدانهم أولى خطوات اختيارهم ضمن حكام البطولات الاسيوية.
لكن في حال فشل الطاقم التحكيمي في ادارة اللقاء والتسبب في الخروج بنتيجة غير عادلة فان اللقاء لن يكون نهاية كرة القدم في الاردن, لكنه سيكون نهاية الحكم الاردني وبالذات من يتولى ادارة اللقاء, وندرك ان الحمل كبير على حكم الساحة في المقام الأول ثم المساعدين حيث سيتم الاعتراض على مجموع القرارات التحكيمية في اللقاء, مما يعني ان الحكم يجب ان يكون على قدر المسئولية.
وهنا لا نعني ان على الحكم أن يحمل البطاقة الحمراء ويشهرها كالمسدس في أفلام الغرب الامريكي, بل عليه ان يطبق القانون وروح القانون كما تعلمه, وليس كما يريد البعض من هذا اللقاء بأن يفرض الحكم شخصيته مبكرا حتى لو طرد لاعبي الفريقين, كما على حكم اللقاء ان لا يقوم بتعويض الأخطاء التي يقوم لها لصالح الفريق المتضرر, بل عليه نسيان اي خطأ غير مقصود والتركيز على ما بقي من اللقاء اضافة الى عدم الانتباه الى الجمهور وصرخاتهم.
يوم الجمعة سيكون مولد التحكيم الاردني أو نهاية حقبة من التحكيم, نحن ننتظر وكذلك الاندية والجمهور وحتى اتحاد الكرة, فليكن يوم مولد الثقة بشبابنا من خلال تخفيف اتحاد اللعبة وأذرعه من الضغط على طاقم التحكيم حتى يتعامل مع الكلاسيكو كأنه لقاء عادي بين اي فريقين يفوز من يفوز فهو غير مهم, كون الأهم ان يفوز الحكم والتحكيم.